فصل: سنة أربع وستين وست مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة اثنتين وستين وست مئة:

فيها توفي قاضي حلب كمال الدين أحمد بن قاضي القضاة زين الدين عبد الله بن عبد الرحمن ابن الأستاذ الأسدي الشافعي.
سمع حضورًا من الافتخار الهاشمي وسماعًا من جده وطائفة.
وكان صدرًا معظمًا كامل الرئاسة.
واسع الفضيلة.
ولي قضاء حلب في الدولتين الناصرية والظاهرية.
وبها توفي في نصف شوال.
وإسماعيل بن صارم الخياط أبو الطاهر الكناني العسقلاني ثم المصري.
روى عن البوصيري وابن ياسين.
توفي في جمادى الأولى.
والزين الحافظي سليمان بن المؤيد بن عامر العقرباني الطبيب.
طبب الملك الحافظ صاحب جعبر فنسب إليه.
ثم خدم الملك الناصر يوسف وعظم عنده وبعثه رسولًا إلى التتار فباطنهم ونصح لهم.
فأمره هولاوو وصار تتريًا خائنًا للمسلمين.
فسلط الله عليه مخدومه فقتل بين يديه لكونه كاتب الملك الظاهر وقتل معه أقاربه وخاصته.
وكانوا خمسين.
وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الدمشقي ثم الحموي الشافعي الأديب.
كان أبوه قاضي حماة.
ويعرف بابن الرقاء.
ولد هو بدمشق سنة ست وثمانين وكان مفرط الذكاء.
رحل به أبوه فسمعه من ابت كليب جزء ابن عرفة.
ومن ابن أبي المجد المسند كله.
وله محفوظات كثيرة وفضائل شهيرة وحرمة وجلالة.
توفي في ثامن رمضان.
والعماد بن الحرستاني أبو الفضائل عبد الكريم بن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد الأنصاري الدمشقي الشافعي.
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من الخشوعي والقاسم.
وتفقه على أبيه وأفتى وناظر وولي قضاء الشام بعد أبيه قليلًا ثم عزل.
ودرس بالغزالية مدة وخطب بدمشق.
وكان من جلة العلماء.
له سمت ووقار وتواضع.
ولي الدار الأشرفية بعد ابن الصلاح.
ووليها بعده شهاب الدين أبو شامة.
توفي في جمادى الأولى.
والضياء ابن البالسي أبو الحسن علي بن محمد بن علي المحدث الخطيب العدل الشروطي.
ولد سنة خمس وست مائة.
وسمع من ابن البن وأجاز له الكندي.
وعني بهذا الشأن.
وكتب الكثير.
توفي في صفر.
والملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل أبي بكر ابن الملك الكامل ابن العادل.
حبس بعد موت عمه الصالح بالكرك.
فلما قتلوا ابن عمه المعظم أخرجه معتمد الكرك الطواشي وسلطنه بالكرك.
وكان كريمًا مبذرًا للأموال.
فقل ماعنده حتى سلم الكرك إلى صاحب مصر ونزل إليه فخنقه.
وكذا خنق عمه أباه العادل وعاش كل منهما نحو ثلاثين سنة.
والبابشرقي أبو عبد اله محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري التاجر بجيرون.
روى عن الخشوعي وطائفة.
توفي في ربيع الأول.
وابن سراقة الإمام محيي الدين أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشاطبي شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة.
ولد سنة اثنتين وتسعين وسمع من أبي القاسم أحمد بن بقي بالعراق من أبي علي بن الجواليقي وطبقته.
وله مؤلفات في التصوف.
توفي في العشرين من شعبان.
والملك الأشرف مظفر الدين موسى بن المنصور إبراهيم بن المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص.
ولد سنة سبع وعشرين وست مائة.
وتملك حمص سنة أربع وأربعين فأخذت منه سنة ست.
ثم تملك الرحبة ثم سار إلى هولاوو فأكرمه وأعاد إليه حمص وولاه نيابة الشام مع كتبغا.
فلما قلع الله التتار راسل الملك المظفر من تدمر فأمنه وأقره على حمص.
فغسل هناته بيوم حمص وكسر التتار ونبل قدره.
وكان ذا حزم ودهلء وشجاعة وعقل.
توفي بحمص في صفر فيقال إنه سقي.
وتسلم الظاهر بلده وحواصله.
والجوكندار العزيز بن حسام الدين لاجين من أكبر أمراء دمشق.
كان محبًا للفقراء مؤثرًا لراحتهم يجمعهم على السماعات والسماطات التي يضرب بها المثل ويخدمهم بنفسه.
توفي في المحرم كهلًا.
والرشيد العطار الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي ابن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري المالكي.
ولد سنة أربع وثمانين وسمع من البوصيري وإسماعيل بن ياسين والكبار.
فأكثر وأطاب وجمع المعجم وحصل الأصول.
وتقدم في الحديث.
ولي مشيخة والقباري أبو القاسم بن منصور الإسكندراني الزاهد.
كان صالحًا قانتًا مخلصًا منقطع القرين في الورع.
كان له بستان يعمله ويتبلغ منه وله ترجمة مفردة جمعها ناصر الدين بن المنير.
توفي في سادس شعبان.

.سنة ثلاث وستين وست مائة:

فيها كانت ملحمة عظمى بالأندلس التقي الفنش لعنه الله وأبو عبد الله بن الأحمر غير مرة ثم انهزمت الملاعين وأسر الفنش.
ثم أفلت وحشد وجيش ونازل أغرناطة.
فخرج ابن الأحمر وكسرهم وأسر منهم عشرة آلاف.
وقتل المسلمون فوق الأربعين ألفًا وجمعوا كومًا هائلًا من رؤوس الفرنج أذن عليه المسلمون واستعادوا عدة مدائن من الفرنج ولله الحمد.
وفيها نازلت التتار البيرة.
فساق سم الموت والمحمدي وطائفة وكشفوهم عنها.
وفيها قدم السلطان فحاصر قيسارية وافتتحها عنوة.
وعصت القلعة أيامًا ثم أخذت.
ثم نازل أرسوف وأخذها بالسيف في رجب ثم رجع فسلطن ولده الملك السعيد في شوال وركب بأبهة الملك وله خمس سنين.
ثم عمل طهوره بعد أيام.
وفيها جرد بديار مصر أربعة حكام من المذاهب لأجل توقف تاج الدين ابن بنت الأعز عن تنفيذ كثير من القضايا.
فتعطلت الأمور.
فأشار بهذا جمال الدين أيدغدي العزيزي.
فأعجب السلطان وفعله في آخر السنة.
ثم فعل ذلك بدمشق.
وفيها ابتدى بعمارة مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ففرع في أربع سنين.
وفيها حجب الخليفة الحاكم بقلعة الجبل.
وفيها توفي المعين القرشي الذكوي المحدث المتقن أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن القاضي الزكي علي بن محمد بن يحيى.
كتب عن ابن صباح وابن اللتي وكريمة فأكثر وكتب الكثير.
توفي فجأة في ربيع الأول.
والزين خالد بن يوسف بن سعد الحافظ اللغوي أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي.
ولد سنة خمس وثمانين وسمع من القاسم ومحمد بن الخطيب وابن طبرزد وببغداد من ابن الأخضر وطبقته.
وحصل الأصول وتقدم في الحديث.
وكان فهمًا يقظًا حلو النوادر.
توفي في سلخ جمادى الأولى.
والنظام ابن البانياسي عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين.
سمع من الخشوعي وجماعة.
وكان دينًا فاضلًا.
توفي في صفر.
والنجيب فراس بن علي بن زيد أبو العشائر الكناني العسقلاني.
ثم الدمشقي التاجر العدل.
وابن مسدي الحافظ أبو بكر محمد بن يوسف الأزدي الغرناطي.
روى عن محمد بن عماد وجماعة كثيرة.
وجمع وصنف.
توفي بمكة في شوالها وقد خرج لنفسه معجمًا.
وجمال الدين بن يغمور الباروقي موسى.
ولد بالصعيد سنة تسع وستين.
وكان من جلة الأمراء.
ولي نيابة مصر ونيابة دمشق.
توفي في شعبان.
وبدر الدين السنجاري الشافعي قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن الحسن الزراري.
صدر معظم وجواد ممدح.
ولي قضاء بعلبك وغيرها قبل الثلاثين.
ثم عاد إلى سنجار فنفق على الصالح نجم الدين.
فلما ملك الديار المصرية وفد عليه فولاه مصر والوجه القبلي.
ثم ولي قضاء القضاة بعد شرف الدين ابن عين الدولة وباشر الوزارة.
وكان له من الخيل والمماليك ما ليس لوزير مثله.
ولم يزل في ارتقاء إلى أوائل الدولة الظاهرية.
فعزل ولزم بيته.
توفي في رجب.
وقيل كان يرتشي ويظلم.
وأبو القاسم الحواري الزاهد شيخ بلد السواد له أتباع ومريدون.
توفي في ذي الحجة.

.سنة أربع وستين وست مائة:

فيها غزا الملك الظاهر وبث جيوشه بالسواحل فأغاروا على بلاد عكا وصور وطرابلس وحصن الأكراد.
ثم نزل على صفد.
في ثامن رمضان وأخذت في أربعين يومًا بخديعة ثم ضربت رقاب مائتين من فرسانهم وقد استشهد عليها خلق كثير.
وفيها استباح المسلمون قارة وسبي منها ألف نفس وجعلت كنيستها جامعًا.
وفيها توفي الشيخ أحمد بن سالم المصري النحوي نزيل دمشق.
فقير متزهد محقق للعربية.
اشتغل بالناصرية وبمقصورة الحنفية الحلبية مدة وتوفي في شوال.
وابن شعيب الإمام جمال الدين أحمد بن عبيد الله بن شعيب التميمي الصقلي ثم الدمشقي المقرئ الأديب الذهبي.
ولد سنة تسعين وخمس مائة ولزم السخاوي مدة.
وأتقن القراءات وسمع من القاسم بن عساكر وطائفة وقرأ الكثير على السخاوي وطبقته.
توفي في جمادى الأولى.
وابن البرهان العدل الصرد رضي الدين إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس المضري الواسطي البزري التاجر السفار , ولد سنة ثلاث وتسعين.
وسمع صحيح مسلم بن منصور الفراوي وسمعه منه خلق بدمشق ومصر والنضر واليمن توفي في حادي عشر رجب.
وابن الدرجي الفقيه صفي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوان القرشي الحنفي.
ولد سنة اثنتين وسبعين وسمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي ومنصور الطبري وطائفة.
توفي في وأيد غدي العزيزي الأمير الكبير جمال الدين.
كان كبير القدر شجاعًا مقدامًا عاقلًا محتشمًا كثير الصدقات متين الديانة من جلة الأمراء ومتميزيهم.
حبسه المعز مدة ثم أخرجوه نوبة عين جالوت.
وكان الملك الظاهر يحترمه ويتأدب معه.
جهزه في آخر السنة.
فأغار على بلاد سيس ثم خرج على صفد فتمرض.
وتوفي ليلو عرفة بدمشق.
وابن صصري الصدر العدل بهاء الدين الحسن بن سالم بن الحافظ أبي المواهب التغلبي الدمشقي.
أحد أكابر البلد.
روى عن ابن طبرزد وطائفة.
توفي في صفر عن ست وستين سنة.
وابن صصري الصدر الرئيس شرف الدين عبد الرحمن بن سالم أخو الذي قبله.
سمع من حنبل وابن طبرزد وولي المناصب الكبار ونظر الديوان ومات في شعبان عن تسع وستين سنة.
والموقاني المحدث جمال الدين محمد بن عبد الجليل المقدسي نزيل دمشق.
سمع من أبي القاسم بن الحرستاني وخلق.
وعني بالحديث والأدب.
وله مجاميع مفيدة.
توفي في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة.
وابن فار اللبن معين الدين أبو الفضل عبد الله بن محمد بن عبد الوارث الأنصاري المصري.
آخر من قرأ الشاطبية على مؤلفها.
قرأها عليه شيخنا البدر التادفي.
وهولاكو بن قاآن بن جنكزخان المغلي مقدم التتار وقائدهم إلى النار الذي أباد العباد والبلاد.
بعثه ابن عمه القان الكبير على جيش المغل فطوى الممالك وأخذ حصون الإسماعيلية وأذربيجان والروم والعراق والجزيرة والشام.
وكان ذا سطوة ومهابة وعقل وغور وحزم ودهاء وخبرة بالحروب وشجاعة ظاهرة وكرم مفرط ومحبة لعلوم الأوائل من غير أن يفهمها.
مات على كفره في هذه السنة بعلة الصرع فإنه اعتراه منذ قتل الشهيد صاحب ميافارقين الملك الكامل محمدبن غازي حتى كان يصرع في اليوم مرة ومرتين.
وقيل مات في ربيع الآخر من العام الماضي بمراغة ونقلوه إلى قلعة تلا وبنوا عليه قبة.
وخلف سبعة عشر ابنًا.
تملك عليهم ابنه ابغا.
وكان القان قد استناب هولاوو لا رحمه الله على خراسان وأذربيجان وما يفتحه.